النكتة لها وظائف عديدة، بعضها سلبي وبعضها إيجابي، فمن الناحية السلبية يمكن أن تكون النكتة مجرد تنفيث عن غضب مكبوت بخصوص أوضاع اجتماعية وسياسية غير مرضية وغير عادلة، ولكن بدلا من أن يحاول المرء أن يتمرد عليها ويغيرها فإنه يكتفي بإطلاق النكتة والضحك على الوضع القائم. ولكن النكتة لها أيضا جوانب إيجابية عديدة، فهي محاولة للمرء أن يفهم وضعا متناقضا ربما لا يمكنه تغييره، وهي طريقة للتصالح مع حقيقة أن الطبيعة البشرية تحوي داخلها "فجورها وتقواها"، وأنه لا مناص من قبول هذا التناقض، وهذا شكل بلا شك من أشكال النضج الإنساني. والنكتة باعتبارها جزءا من الثقافة الشفهية يمكن أن تكون قناة يعبر من خلالها الرأي الشعبي عن رأيه ورؤيته وغضبه بعيدا عن رقابة سلطة الدولة المركزية، وبالتالي يمكن للنكات أن تكون مؤشرا على تصاعد الوعي الشعبي ودعوة لقوى المعارضة وأعضاء المجتمع المدني للتحرك، تساندهم قاعدة شعبية عريضة.